الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

موج وحسابات أخرى









موج وحساباتٌ أخرى


إضاءة
" تجربة أولى في كتابة الأقصوصة "


لم يكن ثَمّة شيئاً يخسره أكثر من الذي ضاع منه
خرج ليلاً
تربص بالأرصفه , صوت الشارع لا يكاد يصمت ولو لدقائق
تسرب من المدينة
برجليه الكسيحه وعبر الممر ذي الإضاءة الرديئة
والهدووء الفاتر .,
وصل أخيراً لمخبائه السري
وصديقة الذي يعيّ جيداً طبعه الغادر هاهو
فاتحاً ذراعيه لإستقباله
مشرّع كل الأبواب لأجله


استطاع من ذاك الممر أن يصل للبحر
ويشتم رائحته .,ويستشعر جوه الرطب
حينها تقّوى على الخطو بسرعه وبلهفه
اقترب منه جداً ودنى إليه


كان المكان خالياً إلاّ منه
ومن أحزانه التي جلبها معه .,


استند على طرف صخرة ثقبها الموج
من كل الجهات ,
وقدميه لا تنفك تركل الماء
بغضب




له طريقة متفرده في الجلوس على هذه الضخرة
العالم يراقبه من الخلف
ويتعجب من احتوائها له رغم هشاشتها .,


جمعه ذلك المكان بنفسه
بعد غياب طويل عنها
تجاهل أمر البحر وموجه ووحشة الليل وعتمته
وانشغل بنفسه
الليله كان يريد أن يتصافح معها ويتصالح ..
ويُشهد الله على ذلك ..,لعله يكسب على الأقل رضا
نفسه عنها
قلّب الذكريات والأحداث
كان شديد ودقيق الحساب, في تبادل مريع
للتهم واللوم بينه وبين نفسه


قضى سهرته البليدة
مكث طويلاً اختلى به الشاطئ
وهو عل صخرته
وعلى حاله ..,


لم يشعر بدنو لحظات السحر ورحيل ظلمة كانت
تستر دموعه وملامحه المتوترة


تسرب صوت آذن الفجر من مسجد عتيق وبعيد جداً


استفاق للصوت
نظر ثم نظر
شيئاً ما داخله اطمئن ..,منحه شعور المنتصر
وقف
رتب هندامه
غسل ماتبقى من همومه
عاد وهو أكثر بشراً من ذي قبل !!







ليست هناك تعليقات: